تفوقُك في مجال عملك رهين بمدى تعرفك على مجموعة من الوسائل التي تسمى مفاتيح التفوق، و التي سوف نتطرق لها في السطور التالية بقليل من التفصيل، و سنحاول قدر المستطاع دفعك للعمل بها، مع أننا مُوقنين كل اليقين أن العالم لو اجتمع من أجل تغيير عادة من عاداتك لن يستطيع إلا إذا أردت أنتَ ذلك، و مصداق ذلك قوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فمهما كان الدافع الخارجي قوي يبقى الدافع الداخلي حاسما في نجاح التغيير.
· من أساسيات التفوق الكفاءة: فلا تدخل أي عمل لست كفئ للقيام به على أكمل وجه، لا تكن كالذي يبحث دون هدف و يقبل بالمَوجود؛ وذلك لأسباب كثيرة أذكر منها أن من يقبل عملا لا يجيده يقع بالعديد من المشاكل و الصعوبات و يكون أداءه أقل من العادي مما يؤدي إلى ضغوطات شديدة و نقد لاذع يؤدي أخيرا إلى اهتزاز في الثقة و شك في القدرات و هذا أسوء ما يمكن أن يحدث للإنسان، ضعف الثقة بالنفس قد يؤدي لا قدر الله إلا فشل دائم و إحباط كبير، وبالإضافة لضعف الشخصية؛ فإن الإنسان و بالتجربة يفقد العديد من الفرص و يقل نشاطه في البحث عن العمل المناسب لانشغاله بالعمل الحالي غير المناسب مما يضيع عليه فرصة الحصول على العمل الموافق لقدراته و كفاءته و طموحاته.
· الإدارة: يحتاج الباحث عن التفوق لتكوين علاقات صحية و متوازنة و مميزة مع شركائه في العمل ، الزملاء، الوكلاء، العملاء ... لأن أهم ما يؤثر في عمل المرء بعد الكفاءة العلاقات؛ حيث أن إحدى الاستطلاعات حول الطرد من العمل أظهرت أن 75% من المطرودين من العمل يعود لسُوء المعاملة و العلاقات مع الشركاء في العمل، هذا الاستطلاع جرى بالولايات المتحدة الأمريكية و قِس على ذلك باقي بلدان العالم، من مواصفات العلاقات المميزة أن تكون صحية و متوازنة؛ أي ألا نبالغ في الخضوع من أجل كسب العلاقات و ألا نرفض الآخرين و نصعب التعامل مَعنا.
· التدريب: المستمر شرط هام في التفوق حيث أننا نعيش اليوم ما يسمى عصر السرعة إذ كل المفاهيم قابلة للتغيير خصوصا المفاهيم و الأسس العَملية؛ فعجلة التطور و الاختراع في تسارع مستمر؛ إذن للمحافظة على التفوق أو المُنافسة عليهِ لابد من التكوين، أما الرقي العملي فيحتاج للتدريب والتكوين المستمر و المكثف لأن المنافسة من أهم سمات العصر الحديث.
· إضافة: لنقاط السابقة لابد أن يتحلى المتفوق بخصلتين الصبر و التفاني ، الصبر نوعان صبر على ضغوطات العمل و تحدياته و صبر على الأشخاص و مُعاملتهم، و كذلك تفان في العمل و إتقان و إحسان، أي العمل من أجل تحسين جودة العمل في كل مرة نَقوم به، و هذا مبدأ أساسي في نظرية التطور المستمر؛ فنحن نعلم أن عمل الإنسان دائما ناقص، مما يخلق فرصا دائمة لتطويره و تحسينه.
· و أخيرا حُب العمل شرط أساسي لإتقانه و الإبداع في تحسينه: لأن الحب يؤدي دائما للعطاء دون انتظار المقابل؛ بل العمل من أجل المُحبِ نفسه و في هذه الحالة يكن هو العمل .
خاتمة :
إن هذه الأساسيات رغم معرفتنا بها لا تغير حالنا ، لكن ما يغيره حقيقتا التزامن الدائم و تدريبنا المستمر لتحصين أنفسنا من الهوى و حب النفس و الجشع و الغضب؛ لأن هذه الأمراض القلبية تعتبر مَكابح تعيق تقدمنا نحو مستقبل أفضل.