تغيير المهنة لسعادة أكثر
- بداية المسيرة المهنية (Career) تعتبر بمثابة بداية حياة جديدة والتي قد تكون مثمرة بحصولك على الكثير من المواقع والفرص الغير متوقعة وقد تكون مخيبة للأمل ومثبطة. النتيجة تعتمد على اختيارك! أهمية اختيار المهنة الصحيحة لا تقل عن أهمية اختيار شريك(ة) الحياة، لكن تغيير المهنة أمر يسير جدا. مهنتك قد تعني وظيفة قاسية من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساءا. لذلك من المهم جدا اختيار المهنة الصحيحة حيث أن مهنتك ستأخذ قدرا ليس بالقليل من عمرك. يوم سيء في مقر عملك قد يجبرك على التفكير للإستقالة أو تغيير المهنة (وظيفة من نوع آخر)، لكن! هذا القرار لابد أن لا يكون قرارا تلقائيا لأهميته وأثره على حياتك.
- عندما تبدأ في التفكير لتغيير المهنة الحالية تأكد من أنك محافظ على توازنك العقلي والعاطفي. من المهم جدا التفكير جيدا قبل اتخاذ هذا القرار ودراسة الإيجابيات والسلبيات. فكر جيدا بجميع الأمور الهامة والغير هامة والمتعلقة بهذا القرار. من الجيد أيضا زيارة مستشار مهني بهذا الخصوص، لكن بكل الأحوال يبقى القرار قرارك لذلك كن متأكدا من قرارك قبل اتخاذه.
قبل اتخاذ قرار تغيير المجال المهني، خذ الأمور التالية بعين الإعتبار:
1. ما هو شعورك حيال الوظيفة الحالية؟
- هل تستيقظ صباح يوم بداية الأسبوع بنشاط وأمل مستعدا للتحديات التي ستواجهها في وظيفتك أثناء الأسبوع؟ أم أنك تذعر لحظة يبدأ منبه الساعة بايقاظك منهيا أجمل أيام الأسبوع (عطلة نهاية الأسبوع). هذه اللحظات هي معيار شعورك تجاه وظيفتك الحالية! كيف يمضي وقتك في مقر عملك؟ هل تمضي الساعات دون الشعور بها أم أنك تشعر ببطيء اللحظات وعدم انصرام الوقت؟
- هل تظن أن المهنة الحالية أفادتك بأي شكل من الأشكال؟ هل تشعر بأي تطور أو تحسن لك من الناحية الشخصية أو المهنية؟ أو هل تشعر بأن الوظيفة الحالية أضرت بعلمك أو قدراتك؟ ماذا عن المواهب والقدرات التي وهبها الله لك؟ هل تستطيع استغلالها بشكل جيد أم أنها عرضة للإهمال؟
- أين ترى نفسك في المستقبل حال استمرارك في الوظيفة الحالية؟ هل تظن أن الوظيفة الحالية قد تغير أي جانب من جوانب حياتك؟ هل ستجلب لك النجاح أو الطمأنينة أو السعادة والهناء؟ اسأل نفسك كل هذه الأسئلة متى ما راودتك لك فكرة تغيير المهنة أو الوظيفة الحالية وستعرف ما هو القرار الصحيح لك.
آمالك من الحياة
- ماذا تأمل من حياتك؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة جدا قد اتخاذ أية قرار بشأن المجال المهني. هل تود التفوق فيما أنت مقبل عليه من حياتك أم أن حياة عادية بسيطة لا بأس بها لك؟
- قد يكون هدف البعض من الحياة هو المال، الكثير من المال وهو أمر لا بأس به. قد يكون الشخص اللاهث وراء المال يحب السفر والرحلات أكثر من أي شيء آخر وعليه فإنه قد يكون على استعداد لإمضاء بعض من وقته في وظيفة لا يحبها براتب جيد يستفيد منه لقضاء عطلته الصيفية في أوربا مثلا. الأمر يتعلق بآمالك وأهدافك في الحياة.
البعض قد يكون هدفهم هو اختيار المهنة التي يرونها توافق اهتماماتهم ويعتبرون المال أمراً ثانوياً بالنسبة لهم. مثل هؤلاء يودون استخدام مهاراتهم وامكانياتهم بأفضل شكل ممكن بدلا من اهمالها وإضاعتها. قد لا يكونوا أثرياءً لكنهم مطمأنون ومسرورون.
والبعض يظن أن الغرض من الحياة هو النجاح والتفوق أيا كان الطريق الذي يسلكونه..
2. مالذي يضايقك تحديدا؟
- هل الوظيفة مملة أم أنها مشكلة شخصية أوأن جدول أعمال الوظيفة مرهق جدا أم أنه أمر آخر؟ جميع جوانب الحياة مترابطة مع بعضها والـتأثير السلبي للمشاكل العائلية أو الشخصية على المسيرة المهنية أمر ليس ليس بالغريب.
العائد المالي:
- يلعب العائد المالي دورا هاما في اختيار المجال المهني وفي كثير من الأحيان يصبح السبب الرئيسي وراء فكرة تغيير المجال المهني. بعض المهن تعطي دخلا ماليا أكثر من مهن أخرى وهو أمر حقيقي. إذا كنت تظن أن المال أمر مهم جدا في حياتك ولا حيلة لك بدونه، فإن فكرة تغيير المجال المهني فكرة جيدة!
ضغوط الحياة الشخصية:
- مشكلة معقدة في حياتنا الشخصية أحيانا تربكنا لأيام عدة. قد تذهب بالسعادة والسرور من جميع شؤون حياتنا. وعليه، إذا تسببت المشاجرة بينك وبين شريك الحياة فلا تهتم، بمجرد انتهاء هذه الأزمة من حياتك الشخصية ستعود إلى حالك وستبدأ بالاستمتاع بوظيفتك.
أزمة في مقر العمل:
- بحكم الطبيعة البشرية فإننا مع مرور الوقت نشعر بانتمائنا للشركة التي نعمل لديها. الأمر الذي يشوش الكثير منا في حال حدوث أزمة في مقر العمل ويدفعنا للتفكير في أن العمل في هذا المجال أمر غير جيد. إذا راودتك فكرة تغيير المجال المهني بسبب أزمة ما في مقر عملك، ينصح بالبقاء في الوظيفة الحالية لأن الأزمة ستنقضي مع مرور الوقت وستعود الأمور إلى مجراها الصحيح.
فقدان التكريم والتقدير:
- إذا كنت قد اجتهدت في عملك ومع ذلك تم تكريم وتقدير أشخاص آخرين لما قدمت من انجازات فإن الأمر مؤلم حقا. أو إذا كنت تتوقع الترقية ولكن تم ترقية شخص آخر أقل كفاءة منك فلا تتوقع تحسن الأمور. لابد من التغيير! تغيير الوظيفة الحالية لوظيفة أخرى تحصل بها على التقدير الذي تستحقه لمجهوداتك وليس تغيير المجال المهني.
اهدار الموهبة:
- إذا كنت مدرسا موهوبا لكنك ولسبب ما تعمل بوظيفة في مجال التسويق مهدرا بذلك موهبتك في التدريس، يتوجب عليك التغيير فورا لمجال التدريس حيث يمكنك استغلال موهبتك. العمل الجاد مع الموهبة الصحيحة مصدر رزق لا يمكن رفضه.
القيم والمباديء:
- في بعض الأحيان تجد نفسك مواجها لأمور مخالفة لقيمك ومبادئك. الفساد الإداري في الشركة التي تعمل لديها أو الانحطاط الأخلاقي لرئيسك المباشر قد لا يكون أمرا سارا لك! في مثل هذه الحالات، إذا كنت متقنا لعملك ننصحك بتغيير الوظيفة إلى وظيفة أخرى مماثلة كخيار أول.
3. ايجاد مجال مهني ذا صلة بالمجال الحالي
- تغيير المجال المهني أمر يسير لكنه يصبح عسيرا في بعض الأحيان. على سبيل المثال، مهندس البرمجيات قد يجد التدريس أمرا ممتعا وعليه فإن تغيير المجال المهني والانتقال للتدريس أمر يسير بالنسبة له.
الرسم مهنة ذات عائد مالي قليل جدا في مجتمعاتنا إذا مورست بشكل حر. الحصول على وظيفة اشرافية في مجال الفن كالإشراف على متحف ما أمر صائب في هذا الحال للحصول على الدخل المالي المناسب وممارسة الهواية في آن واحد.
4. العودة إلى أيام الدراسة
- إذا كنت قد قررت تغيير المجال المهني فعليك التحضير للتحديات التي ستواجهك في المجال الجديد. بالتأكيد لن يكون الأمر بالسهولة التي تراها لكن إذا كنت قد اتخذت هذا القرار من قلبك فستظفر بمرادك إن شاء الله. العديد من الأفراد حول العالم يخطئون مرارا في حياتهم لكن لا يخافون من اصلاح أخطائهم. لقد شاهدت العديد من الأفراد الذين حصلوا على درجات جامعية في مجال الإقتصاد وبعد عملهم في هذا المجال ألفوا المجال غير موافقا لاهتماماتهم، عادوا للدراسة مرة أخرى للحصول على درجة في الصحافة ليصبحوا كتابا متميزين! شخص آخر أعرفه وفي عمر النضوج، عاد للدراسة للحصول على درجة الدكتوراه في مجال علم النفس بعد إمضاء قرابة عقد من الزمن في مجال الحاسب الآلي. الناس حول العالم يغيرن أذهانهم ويغيرون مجالاتهم المهنية لمجالات أكثر تفضيلا. إذا فالعودة للدراسة مرة أخرى وفي أي مرحلة من العمر أمر طبيعي، أمر قام به العديد من الأفراد في الماضي وسيقومون به مستقبلا أيضا. لا حاجة للحياء في هذا الأمر والعودة لأيام طلب العلم فرضى الناس غاية لا ترتجى.
5. لم يفت الأوان أبداً للتغيير
الحياة تهب مرة واحدة لكل منا، فلم لا نحياها بأفضل ما يمكن. لا تخف من التغيير. التغيير يطور الإنسان ويصنع منه ما هو جدير به! والعمر مجرد أرقام. الأمر يتعلق بشعورك تجاه نفسك. إذا كنت تشعر بضرورة التغيير، فتوكل على الله… لكن تذكر أن الأمر يتطلب الكثير من العمل الجاد والعزيمة المخلصة لكنك ستكون سعيدا في النهاية إن شاء الله.
الحياة مجال تجارب، والأخطاء واردة والاصلاح واجب. إذن فقد آن الأوان لاصلاح أخطائنا.