صـرخـات قادمة من سـوق العمــل !
- فإنه حتى لا تصبك الطلقة الأولى و تسقط فى الأوهام ، و تضيع منك الشهور و الأيام ، فإنه من أوائل الأمور التى يجب أن تقوم بها هو تغير مفهومك عن سوق العمل، فسوق العمل ليس هو ذلك المكان الذي سيفتح لك أذرعه منتظرا إياك حتى تخرج إليه ، و تتفضل عليك و ترضى بأن تكون واحدا من هؤلاء الذين رضوا بالعمل فيه، فسوق العمل كان ومازال ولا ينتظر إلا أن يظل كذلك الصخرة التى تتحطم عليها آمال الشباب فى جميع الأنحاء و البلدان، وليس أين تعيش فقط ، فإذا وافقت على التغير و رضيت بالتطوير، فاتّبع معي تلك الخطوات لعلها تفيدك يوما ما:
لا تصدق المعادلة الوهمية :
- يظل الشباب منذ أن يدخل سن المراهقة ، ويبدأ فى الانجذاب للجنس الأخر – أو لا ينجذب – أن يضع أمله أنه فى يوم ما سَيكون واحدة من تلك الأسر التى تعيش عيشة رغيدة ، و تتمتع بمتع الحياة كما تحلوا لها ، واضعا لها معادلة يظنها صادقة ، ولربما تظل هكذا حتى يأتي الوقت الذي لا يستطيع فيه التراجع عنها ، حيث أنه يظن :
- أنه سوف يتعلم ثم ينهى مرحلة التعليم و ينتقل إلى مرحلة العمل ، ومن هذا العمل يستطيع الحصول على المال الرغيد ، و من هذا المال يستطيع الزواج ومن ثم تكوين تلك الأسرة التى تعيش تلك العيشة الرغيدة … ولكن !
من قال لك أنك إذا تعلمت سوف تعمل ؟
- فأنت تعلم العشرات و لربما المئات إن لم يزد العدد ممن تعلموا ولا يعملون و هم مصطفون فى الطرقات ، منتظرين أن يأتي يوم يرون أنفسهم خارج سجلات العاطلين ، أليس بصحيح ؟
- ومن قال لك أنك إذا عملت سوف تحصل على القدر الكافي من المال الذي يكفيك حتى تحقق أمالك؟
- ألست تعرف العشرات ممن يعملون برواتب ما لربما لا تكفي حاجياتهم الشخصية فضلا أن تكفي الإنفاق على أسر كاملة ، و أظنك قد رأيت علامات الحسرة و الضيق على وجوههم ، وليس لسبب إلا لأنهم فقدوا الأمل فى الحياة، فلا ترضى أن تكن منهم ! فلا تصدق تلك المعادلة وعش الحياة بحقيقتها.
الأمر عرض و طلب
- أمور التوظيف كغيرها من الأمور الموجودة على وجه الأرض تخضع لضوابط العرض و الطلب ، فكلما زاد الطلب عليها قلت قيمتها، و عليها يجب أن تكون على قدر الطلب ، حتى يقبل عرضك .
- فالآن إذا اتيحت وظيفة وقدم عليها عشرة ، هناك واحدٌ منهم بالتأكيد سوف يقبل (فى حالة توفر الشروط) ، ولكن هل تتوقع أن تكون أنت ؟ ، فقط الأفضل منهم هو من سوف يقبل و غيره لا ، فإن لم تكن الأفضل فلن تقبل ، فلا تضع اللوائم على قلة فرص العمل ، فهناك من يعمل ، ولكنه من يستحق العمل ، وليس كل من تقدم إليه وليس كل من يريده، و الأمر إليك .
صحح معادلة التوظيف
- تقول معادلة التوظيف أنه لا عمل بدون خبرة و لا خبرة بدون عمل ، و أنا و أنت لربما نتفق على هذا، ولكنه يمكننا أيضا تعديل هذه المعادلة ، مما من شأنه ملاءمة ظروفنا فى الأوضاع الحالية ، و التصحيح و بكل بساطة هو إضافة عنصر المال ، فأنت إن عملت بدون مقابل فلن يطلب صاحب العمل منك كثير خبرة ، لربما ضايقك هذا الكلام ، فأنت لم تتخرج من الجامعة حتى تعمل مجانا،
- ولكن من قال لك أني أقصد هذا بعد التخرج ، فأنا ما أعنيه أن تفعل هذا قبل تخرجك فى الجامعة، وأن تستغل تواجدك فيها من أجل اكتساب أكبر قدر من الخبرات المتاحة ، ولا تقل أن هذا مستحيل، فصاحبك طالب جامعي و يعلم أن هذا مقبول و متاح و لربما أكبر منك لو تخرجت فيها، ولا يوجد شئ يعيقك عن فعل هذا بعد استرخاء ضميرك، سوى تصديقك للمعادلة الوهمية، وإذا لم توافق على استغلال تلك الفرص ، فيمكنك الاستغناء عن بعض السنوات بعد تخرجك حتى تعد نفسك لكي تحصل يوما ما على وظيفة.
ضع نفسك موضع صاحب العمل
- ضع نفسك موضوع صاحب العمل ، هل إذا كنت تمتلك شركة تعتزم النجاح و ترجو الفلاح، وتقدم لها طالب للوظيفة بنفس مواصفاتك تماما، هل سوف تقبله عندك ، أم سوف ترفضه ؟؟
- لا انتظر منك ردا فصارح نفسك ولا تكن خادعا لنفسك.
- ما سبق كان ما نظنه الخطوة الأولى الصحيحة التى يجب أن تخطوها قبل أن تطلب الوظيفة، فإنه لابد وواجب عليك أن تكون صريحا مع نفسك و تقدر نفسك قدرها و تحطم كل الأوهام الزائفة، فإنه فى الظروف الطبيعية أنت لن تحصل على وظيفة إلا تلك التى تناسب قدراتك الحقيقية، وفقط.