- تقول دارلين برايس، مؤلفة كتاب "أحسنت قولا"، إن الكلمات التي نتلفظ بها هامة جدا، وهي عنصر أساسي في الإقناع. فبغض النظر عن هوية المتلقي أو الموضوع المطروح أو مجال العمل، أو طبيعة الحديث سواء أكان عرضا تقديميا أو حوارا عبر الهاتف أو لقاء شخصيا، فمن الواجب على القائد أن يستعمل لغة تساعده في استمالة عقول الآخرين لبلوغ النتيجة المرجوة. فانتقاء الكلمات أو التعابير المناسبة التي تشجع الآخرين على الاستجابة هي إحدى الصفات التي يتمتع بها القادة العظام.
- لذا إن أردت أن ينظر لك الموظفون كقائد حقيقي في مكان العمل، فعليك أن تعمد إلى اختيار عبارات تحفيزية وملهمة، وبحيث تتميز في الوقت ذاته بالوضوح وتعكس مصداقيتك وثقتك بنفسك.
- من جهة أخرى، هناك بعض التعابير السلبية التي يؤدي قولها إلى الإساءة لمسيرة المرء الوظيفية وإلحاق الضرر بصورته المهنية وتقليص فرص ترقيته في العمل.
إليكم 13 عبارة ينبغي تجنبها في مكان العمل:
"هذا ليس عدلا"
قد يتعرض البعض بين الفينة والأخرى إلى مواقف يشعر فيها بالظلم وعدم الإنصاف. فربما يحصل أحد الزملاء على علاوة مادية أو تكريم دون غيره. في مثل هذه الحالات، يتوجب على المرء ألا يسارع إلى الاعتراض والشكوى، بل من المستحسن عوضا عن ذلك أن يوثق الحقائق ويبني حجة مقنعة كي يقدمها للشخص المسؤول الذي باستطاعته مساعدته.
"لا شأن لي بذلك" أو "هذا ليس واجبي"
إذا طلبت المساعدة من أحدهم وأجاب بأحد العبارات المذكورة أعلاه، فلا بد أنك ستشعر بالانزعاج وخيبة الأمل وستكوّن انطباعا سلبيا عن ذلك الشخص. في المقابل، ينبغي عليك أن تكون عضوا فاعلا في فريق عملك وأن تجعل نجاح الأعضاء الآخرين من ضمن أولوياتك. ولا يعني ذلك بالطبع أنك مضطر للاستجابة لطلبات الزملاء في كل مرة، فبمقدورك الرفض أحيانا ولكن مع تقديم مبررات مقنعة كأن تعدد ما لديك من مهام أخرى مثلا. فهذا الأمر سيوضح للطرف الآخر أنك راغب في مد يد العون لكن عبء العمل يمنعك من ذلك، وبالتالي فلا شك بأنه سيعذرك.
"أعتقد..."
إن هذه الكلمة تنم عن التردد والحيرة. والأفضل استعمال بدائل أخرى مثل "أنا واثق من أن...". فهناك فرق كبير في أثر كل من العبارتين على عملائك. الأولى قد تُظهر للآخرين أنك غير متأكد مما تقوله، في حين تدل العبارة الثانية على اليقين التام والثقة بالنفس وعليك استخدامها دائما أو استخدام تعابير مشابهة لتعكس للناس مدى حماسك أو اقتناعك بما تقول.
"لا بأس"
إذا شكرك أحدهم على صنيع فعلته، يكون الرد الأكثر تهذيبا حينها أن تقول "العفو". فهذا يدل على أنك سعدت بمساعدة ذلك الشخص وأنك تدرك بأنه ممتن لك. أما الرد بعبارة "لا بأس" أو "لا عليك" فهي قد لا تحدث الأثر ذاته عند الطرف المقابل، وربما يستشعر بأن المساعدة التي قدمتها له قد كانت متعبة بالنسبة لك.
"سأحاول"
إن هذه الكلمة تعطي انطباعا لدى الآخرين بأنك غير جاد أو غير قادر على أداء الخدمة المطلوبة منك. إذا كنت تتحدث مع الزملاء، لاسيما رئيسك في العمل، فاستعض عن كلمة "سأحاول" بأخرى تعكس جديتك وعزمك الصادق على تنفيذ المهمة الموكلة اليك.
"إنه أحمق" أو "إنها كسولة" أو "عملي سيء"
لا شيء يهدد مستقبلك الوظيفي أكثر من الإزدراء اللفظي، فهو لا يدل فقط على عدم نضجك عقليا فحسب، بل إنه يعرضك للمساءلة وربما يصل الأمر إلى فصلك من العمل. تجنب قول العبارات المسيئة للآخرين وكيل الانتقادات لهم لأن ذلك سيجلب لك عواقب وخيمة. إذا كان لديك مأخذ على أحد الزملاء، فقم بطرح وجهة نظرك بموضوعية ومهنية.
"اعتدنا أن نقوم بالعمل بهذه الطريقة"
إن القادة البارعين يثمنون في موظفيهم حس الابداع والإتيان بالأفكار الخلاقة والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات. والتلفظ بالعبارة المذكورة أعلاه يشير إلى عكس ذلك تماما، فهو ينم عن التشبث بالماضي والجمود والعقلية المنغلقة. حاول ترديد عبارات تحفز مرؤوسيك على الابتكار والتغيير وناقشهم في الإيجابيات والسلبيات التي تتضمنها مقترحاتهم الجديدة.
"هذا مستحيل"
عليك أن تبحث في جميع الحلول الممكنة للمشكلات التي تعترض سبيلك، واحترس من قول هذه العبارة ومثيلاتها لأنها تعكس روح التشاؤم والسلبية وفقدان الأمل. إنها عبارة غير محببة بالنسبة لأصحاب العمل فهم يفضلون الأشخاص الذين ينتهجون أسلوبا ايجابيا يعكس قدرتهم على تنفيذ المهام المعقدة وجاهزيتهم العالية لتجاوز الصعاب.
"كان ينبغي عليك أن..."
فترديد مثل هذه العبارات يهدف في الأساس إلى توجيه أصابع الاتهام نحو الآخرين وإلقاء اللوم عليهم، ما يتسبب عادة في خلق جو من التوتر والإحباط. بدلا من أن تتعمد إشعار الأشخاص بالندم، يجدر بك لفت نظر الموظف إلى ضرورة استشارتك في الأمر قبل أداء المهمة أو بإمكانك إسداء بعض النصائح له لتلافي حدوث الخطأ مرة أخرى.
"يا شباب"
احرص على تجنب استعمال العبارات العامية في العمل، وإن كانت من باب الملاطفة. فقد تكون غير ملائمة في بعض الحالات وقد تقلل من مستوى مهنيتك. إذا كنت تخاطب العملاء أو المدراء فاستبدل هذه العبارة بكلمات ذات طابع رسمي.
"قد أكون مخطئا، ولكن..."
هذه العبارات تقلل من قوة المقترحات التي تليها وتضعف من مصداقيتك. فما نتلفظ به من كلمات يُظهر للمتلقين مدى ثقتنا بأنفسنا وبما نقول. ولهذا السبب، تفادى أية تعابير تمهيدية من شأنها أن تقلل من أهمية كلامك أو تنتقص من قيمة ما تطرحه من أفكار.
"أليس كذلك؟"
يلجأ البعض إلى استخدام هذه التعابير المراوغة وما يشابهها للتنصل من المسؤولية المباشرة عما قد يتمخض عنه اتخاذ القرار من نتائج، وللحصول على موافقة الآخرين وحصد التأييد. لكن إن كنت ترغب حقا في إيصال رسالة واثقة لإقناع الناس بوجهة نظرك، فعليك أن تصوغ عباراتك بشكل يُظهر قناعتك التامة ويقينك بما تتحدث به.
"لا وقت لدي لهذا" أو "أنا منشغل جدا"
حتى وإن كان هذا صحيحا، فلا أحد يود أن يشعر بأنه أقل أهمية من غيره. من أجل إقامة علاقات طيبة مع الزملاء، حاول انتقاء عبارات بديلة لتأجيل مناقشة المواضيع الطارئة إلى وقت لاحق، بحيث تشير إلى اهتمامك بها حقا وصدق نيتك في الحديث بشأنها.
المصدر http://bit.ly/1ndaq8H